المعارضة في موريتانيا
من يتحدثون عن "تاريخ المعارضة" في موريتانيا يعيشون خارج التاريخ! فتح معاوية ولد الطائع مسرحية الديموقراطية مع العقد الثاني من عشرينيته في بداية التسعينات و ظهر التكتل بقيادة الوالد أحمد ولد داداه و أحزاب أخرى أندثرت و بعضها مازال قائما. جاء تواصل متأخرا و أستغل أغلبية من العوام بمساحيق ظاهرها ديني و باطنها فيه العذاب و النذالة و استغلال العوام.
الأحزاب مجرد باصات 🚌 🚍 مسجلة بأسماء مُلاكها الباحثين عن السلطة و المال و النفوذ. ظل PRDS يستقطب المنشقين من أحزاب الباصات الكبيرة بنفس أساليب UPR في عشرية ولد عبدالعزيز و صديقه غزواني الآن و يتم تعيينهم وزراء و سفراء و بعضهم خدموا في عشرينية المختار ولد داداه غفر الله لنا وله. أغلب الوزراء و السفراء في عشرية ولد عبدالعزيز كانوا وزراء و سفراء ولد الطائع.
سار ولد عبدالعزيز و رهطه على خطى ولد الطائع لأنها حكما نفس الجماعة و جوعوا "المعارضة" و لم يشركوها في الكعكة 🥘 و ضاقت عليها الدنيا بما رحبت بكل أطيافها و ألوانها "الناطحة و الناصحة" و فُرضت على الخروج لأنها عانت من مجاعة تُضاهي مجاعة بني هاشم بعد مقاطعة قريش.
تم ضربها و سجن بعضها و لكن الحقيقة المرة و التي لا يُريد أحدا الاعتراف بها هي ان كل تلك الخرجات و المسيرات و الصياح كانت بدافع تجويع النظام لها و رفضه لإشراكها في النهب و الصفقات كما هو حاصل الآن.
النضال الحقيقي ليس للبيع و من يزعم بأنه كان يُدافع عن الشعب، من المفروض أن يرتفع صوته أكثر من أي وقت مضى الآن: لأن التردي و الاحتقار بلغوا الذروة. من يبيع نضاله مقابل وظيفة مستشار أو مكلف بمهمة لا يعرفها أو بتعيين أبناءه و بناته خسيس و وضيع و لا يمكن أن يوصف بالنضال.
من يراجع تاريخ موريتانيا بتأني سيلاحظ بأن الشعب ضحية لمؤامرة بدأت قبل الإستقلال و مازالت متواصلة و لها وجوه و مسارات متعددة، لكن الخيط الناظم لها كلها هو الإرتزاق . الخبث جعل الرؤية ضبابية و المواقف مائعة و تفرقت دماء الشعب و الوطن في بطون و جيوب عصابات المدنيين و العُقداء و الجنرالات و سياسيين لا يُمارسون أي عمل و الأحزاب التي يملكون هي مجرد و سيلة إرتزاق و تكسب يعيشون عليها من المهد إلى اللحد: إذا جاد النظام بمزيد من المال الحرام سكتت، و ان منع خرجت الثعالب و بنات آوى بإسم الشعب.
موريتانيا بحاجة إلى قطيعة تامة مع هذه القاذورات لتتخطى مرحلة مشروع الدولة الحالي إلى دولة حقيقية ذات سيادة و مؤسسات وطنية لا يتحكم فيها عرق و لا لون و لا جهة.
موريتانيا بحاجة إلى رئيس و وزراء وولاة و حكام و برلمان جديد وطني ناضج غير ملطخ بالفضائح و الصفقات و مسايرة أنظمة الفضائح.
سيقول بعضهم "فلان مضاضل لأنه سُجن" ماذا بعد؟! هل مازال متمسك بالمبادئ التي كان يتقمص؟! "لا" إذا فهجرته إلى ما هاجر إليه و كل يعمل على شاكلته و عند الله تجتمع الخصوم.
كثير من المثقفين و الكُتاب و الأساتذة في موريتانيا 🇲🇷 تنطبق عليهم مقولة الطيب عبدالله ديدي الحصيفة: " مثل الصراصير 🪳 🪳 تبدأ دورة حياتها بين الكتب 📖 📚 ثم تنتقل إلى المراحيض 🚽 🚽 لتقضي أيامها الأخيرة هناك" بين القاذورات و الروائح الكريهة.
تصبحون على رئيس
الطالب عبد الودود