كان هذا بمثل هذا اليوم من عام 2019 تعقيبا على ما أورده ولد محمودي على لسان ولد عبد العزيز حين قابله :

كنت من بين ثلاثة تم الاتصال بهم للقاء ولد عبد العزيز بمكتبه بمقر حملته في رئاسيات 2009 وكنت اول من قابله لأزيد من خمسين دقيقة. دار الحوار بيني و ولد عبد العزيز ليلتها حول دور الشباب بحملته الانتخابية وسبل تعزيز هذا الدور وضرورة إعطاء الأطر الشابة مكانتها التي تستحق لتكون حيث ينبغي لها ان تكون. تحدثنا عن مقدرات البلاد والآليات التي يجب توفيرها للحفاظ على مداخيل الدولة من مختلف الموارد، وعن حجم المديونية وعن ابرز التحديات التي تواجهنا كبلد حديث العهد بالحداثة والنظم الرقمية. كان الرجل حينها يصغي تارة وأخرى يقطاع مستفسرا ثم يُدون بمذكرة كانت بين يديه مع إمائة بالرأس لم تفارقه طيلة الحديث. تذكرت بعض تفاصيل ذلك اللقاء وانا اقرأ تقرير ولد محمودي عن لقائه بولد عبد العزيز فضحكت لذاكرة هذا الرجل (عزيز) التي يبدو انها غُلّفت بحجر صلد مَطويّ على نخالة الشعير. تعهد لي ولد عبد العزيز ليلتها -وقد اكتفى بالحديث إلى دون الإثنين الآخرين- بأنه سيعمل على إشراك طاقات جديدة بدوائر صنع القرار وفي تسيير الشأن العام للبلاد، وقد صدّقته، بل كنت أيامها أكثر المعجبين بالرجل -رغم مناوئتي لإنقلابه على الشرعية- لتأكدي بأن موريتانيا لن تنسلخ عن عباءة المؤسسة العسكرية قبل ان يشيب جيلها التاسع، وهي اوفر حظا من الأمن والاستقرار بقبضة العسكر منها تحت ولاية مدني ما زال محكوما ببعض القشور واحرص على تصفية حسابات ضيقة منه على تكريس دولة المؤسسات وتنمية البلاد. حديث ولد عبد العزيز عن محاربة الفساد اشبه بحديث أشعب حين سئل.. ألا تحفظ حديثا واحدا وانت الذي لقيت التابعين وكثيرا من الصحابة!؟ فقال : بلى، حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : خلتان لا تجتمعان في مؤمن، قالوا وما هما ؟ فقال أشعب : نسيت واحدة ونسي عكرمة الأخرى. فكيف بمن لم يكن يخفى على احد مقدار ما يملك مذ تولّى قيادة الاركان الخاصة -حيث كان يصبغ الألف بعشر أواقٍ- أن يصير مليارديرا بمجرد راتبه كرئيس للجمهورية!!؟ لا تكترثوا كثيرا لما قاله عن نفسه في سياق انفعالاته حول النقاط التي تتعلق بحرصه على الدستور وامن البلاد ورخائها، فكل ذلك لم يكن سوى وترا يستعطف الناس به للتخفيف من حدة الحناجر التي تطالب بالقصاص منه على إثر جرائمه وافعاله. لن أطيل الحديث عن ماهية الثروة التي يملكها ولد عبد العزيز فما من غبي إلا ويدرك مصدر ثروته وثراء أبنائه وزوجته وصهره وأبناء خالته وبعض مقربيه، لكني أؤكد على مقولته التي تكرّرت عدة مرات بأن هناك قضاء واليشتكيه إليه من يشاء، وعلى الأحرار ان يقدموا شكاياتهم من ولد عبد العزيز للمطالبة بحقوقهم التي امتصها مصا واعتصرها من اقوات الفقراء وأمعاء الضعفاء ليسقي بها زرعه المشؤوم، ونحن جميعا نعلم "يقينا" ان ولد عبد العزيز كان يملك منزلا واحدا على طريق نواذيب وقطعة أرض كانت مؤجرة لبورصة لأولاد لكبيد ولد العتيق وبعض من فتات المِلك لا يعكس حجم ثراء يلفت الانتباه عكس ما يعكسه اليوم وهو من هو .. بما يملكه واهل بيته والمقربون منه، وما هي إلا ان يمثل امام القضاء وتفتح طروس البحث والتحقيق معه واهل بيته حتى تنمحي سحائب الضباب التي تحجب عين الحقيقة. تذكرت -وأنا ارى حجم استهداف الرجل والتضييق عليه- كيف كنت في مناوئة الرجل ايام حكمه للبلد، واستشعرت إشفاقا عليه مما يتعرض له من ظلم واحتقار على نحو خارج عن القانون وعن القيم الاخلاقية والانسانية.


Comments