تفاصيل الجلسة الرابعة ..اتهامات مبطنة وجدل حول حصانة الرئيس السابق



تفاصيل الجلسة الرابعة ..اتهامات مبطنة وجدل حول حصانة الرئيس السابق
 
السالك زيد – تقصي 

دلف المتهمون إلى القفص الحديدي على يسار منصة المحكمة ...أخذ الحاضرون في القاعة أماكنهم، التي باتت معتادة..نفس الجلسة كل يوم، الرئيس السابق على مقعده أمام بقية المتهمين بخطوة والبقية في طابور خلفه.. مشهد يشبه مشاهد مؤتمراته الصحفية في القصر الرئاسي..بعض الحاضرين يثير فيهم التفكر في تقلبات الزمن.

حاجب المحكمة يطرق الباب ويصيح " محكمة" .. يصيب بعض الغافلين في نقاشات أو الشاردين في التفكير بقليل من الفزع قبل أن يتغلبوا عليه سريعا ثم يقف الجميع.

شرطيات ومسابيح 

يبدو أن أمن ضبط القاعة قد تعزز بخمس شرطيات، يرتدين زيهن الرسمي، ويحطن بجانب النساء، خطوة متوقعة بعد تصاعد الزغاريد في صفوفهن يوم أمس، حيث أخرج القاضي إحداهن بشكل صارم، وأمر بتطبيق القانون فيها إذا أبدت أي نوع من المقاومة.

تصر أسماء كريمة عبد العزيز وزوج محمد ولد أمصبوع المتهمين في الملف، أن تحافظ على موقعها في الجانب الأيمن من صف النساء الأول، هي أكثرهن متابعة لتفاصيل الجلسات.

تتدلى من أيدي عدد من النساء مسابيح متوسطة الطول، تدور حباتها بين أصابعهن بشكل مستمر، بينما يركزن على القاضي والمحامين المتحدثين باستمرار دون الالتفات يسرة أو يمنة...يستغفرن كثيرا لعل الله يرفع الغمة عمن يعتبرنه "الرجل" الأوحد في البلد ورفاقه. 

النيابة على رأيها 

بدأت الجلسة الرابعة بإعطاء الفرصة للنيابة من أجل الرد على الدفوع الشكلية لدفاع المتهمين، ومن دون حديث كثير، أكد وكيل الجمهورية رأيه السابق، القاضي بأن المحكمة مختصة في محاكمة الرئيس السابق، مؤكدا على أن محاكمة ولد عبد العزيز ممكنة، واستدل بقانون مكافحة الفساد.

تعاقب محامو الطرف المدني بعد ذلك على الكلام، وكانت مداخلاتهم مكملة لبعضها، مستعرضين قراءاتهم للمادة الدستورية التي يتحصن خلفها دفاع الرئيس السابق.

واعتبروا أن الرؤساء في كل دول العالم تتم محاكمتهم على الفساد، في مثل هذه المحكمة، وأضاف بعضهم أن المشكلة ليست وظيفة الرئيس بل النشاطات الأخرى التي يقوم بها من يحمل صفة رئيس الجمهورية.

كان حديث الطرف المدني يستمر دون جدل، إلى أن قال أحدهم إن الرئيس الوحيد الذي لا يحاكم هو رئيس "إسرائل"

هنا انتفضت المحامية اللبنانية واقفة لأول مرة منذ بداية المحكمة، وقالت "اعترض حضرة الرئيس، كيف يصف الكيان الصهيوني بالدولة، ثم بدأ الجدال" لا شك أن المحامي الذي طالب بأن تغطي رأسها، قد شاهد أنها لم تفعل.

غير أن رئيس المحكمة سيطر على المشادات بسرعة ..علق المحامي المختار بأسلوبه المعتاد "السيد الرئيس تم سكتهم هم عنا نحن، ولا خلي بينه معاهم" 

الكيان الصهيوني ينتقم من الرئيس السابق 

بدأ دفاع المتهم يرد على مداخلات الطرف الآخر، وهنا استخدم أحدهم العبارة التي وردت في حديث الدفاع المدني عن إسرائيل، وقال " بالحديث عن الكيان الصهيوني لاشك أن هذه المحاكمة جزء من انتقامهم من الرئيس السابق، فهو من طردهم نهارا جهارا من موريتانيا، ومن المعروف أن هؤلاء ينتقمون مهما مر الزمن.

أنهى المحامي حديثه في هذه النقطة " من بين القانونيين هنا من يساعدون الكيان الصهيوني" 

وتتالت مداخلاتهم، وكانت متقاربة ففي حين اعتبر البعض الملف سياسيا بامتياز، مطالبين بإعلان المحكمة غير مختصة.

وتم تقديم ثلاث وثائق لرئيس المحكمة في هذه القضية، وثيقة صادرة عن المجلس الدستوري الموريتاني 2007 وأخرى عن المجلس الدستوري الفرنسي 1999 ووثيقة وقعها وكيل الجمهورية 2019، اعتبر فيها أن المحكمة غير مختصة في محاكمة وزير بعينه.

يستمر الاستفزاز 

تنتهج بعض النسوة المناصرات للرئيس السابق، سياسة استفزاز، كل من يعرفن أنه غير مناصر للمتهم الأول في الملف، سواء كان محاميا أو صحفيا.. يسمين المناصرين للرئيس السابق ب"الأحرار" ويمتلكن أوصافا عكس ذلك للآخرين، أما الصحافة ففي أحسن الأحوال يعتبرون "صحافة بنكيلي"
 
ورغم ذلك فإن من بينهن، من أظهرن الكثير من الاحترام خلال هذه الأيام، والصبر على الاختلاف مع من يناقشهن في الملف.

وبدا لافتا غياب مناصرين لبقية المتهمين، سواء خارج أسوار المحكمة أو داخلها، في اليوم الأول، ثم الأيام التي تلت ذلك.

تساءل الصحفي الربيع ولد ادومو وهو يهم بالخروج من البوابة الرئيسية مساء اليوم بعد رفع الجلسة، عن السر وراء ذلك.


Comments