مراحل قضية رجل الاعمال ولد بوعماتو و المدون حسن آب
السلام عليكم
مساكم الله بالخير أحبتي الكرام .
" إثنان لا أنساهما ما حييت، من أعانني ومن أعان علي ".
ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله :
رسالة شكر .
مع تذكير بمراحل قضيتي وولد بوعماتو.
قبل سنتين( 24 يناير 2021 تحديدا ) تلقيت استدعاء للمثول أمام محكمة بابروكسل يوم 09 فبراير 2021، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضدي رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، بعد الإطلاع على فحوى القضية ، بادرت بنشر الخبر على صفحتي من باب دق " جرس إنذار عاجل" لأحرار موريتانيا وخاصة المدونين بالخارج الذين صاروا مصدر قلق للنظام الحاكم ، بأن الرجل دشن للتو حملة ملاحقة لهم نيابة عن الجنرالات والمفسدين الذين تم إقناعهم بأن مقاضاة أحدهم لمدون بالخارج ستتحول إلى محاكمة للنظام ككل وعلى شخص آخر تولي المهمة نيابة عنهم، واتضح بأن هناك نية في تكميم أفواه المدونين بالخارج ومصادرة حريتهم في التعبير بعدما تم سحق هذه الحرية بالداخل بالترهيب والتنكيل والسجون .
بعد دقائق من نشري للخبر ، كان أول من اتصل بي الرئيس بيرام الداه يستفسر عن الأمر وبعد أن وضحته له ، عبر لي عن مساندته وبأنه يعتبر نفسه مستهدفا في هذه القضية ( كنت حينها رئيسا للمكتب التنفيذي لمنظمة إيرا بلجيكا ) وبأنه سيبادر باتخاذ الإجراءات المناسبة واتصل فور انتهاء المكالمة بالرفيق Jeddou Abdel Wahab نائب رئيسة مكتب الحركة سابقا ورئيس المكتب حاليا، كونه أكثر مني خبرة بهكذا أمور، وقد تكفل الرئيس بالمحامين وبكل مصاريف القضية .
بعد مكالمة السيد بيرام الداه انهالت علي الإتصالات لساعات وتواصلت في الغد، كان ثاني اتصال من الحر Talib Abdel Wedoud الذي اعتبر القضية استهداف بين وواضح للمدونين الأحرار في الخارج وبأن باب " حرب " على أحرار موريتانيا قد فتح ، وعبر لي عن كامل دعمه وعرض علي مالا لأخذ محامي، وفي بث مباشر قام به على عجل صرح بأنه لن يقبل - والأحرار - حشر القضية في زاوية " دعوى رجل أعمال ضد مدون " فحقيقة القضية تتموقع في خانة الحسابات السياسية بين النظام من جهة والمدونين ضد الفساد من جهة أخرى ، بث مباشر دشن حملة تضامن عمت وسائل التواصل الإجتماعي على مدى أيام.
لن يتوقف هاتفي عن الرنين لساعات ، عبر لي الكثير من أطر إيرا ومناضليها عن دعمهم ومساندتهم ، ثم كانت هناك اتصالات من أحرار كثر يتكرر فيها التضامن وعرض دعم مالي : منت اشريف Mohamed Mahmoud Bneijara , محمد ولد الدحان Mohame Cheik Cheikh.
Mohamed Bouye Beillahi
والدكتور Ahmed Amou Ould Moustapha
وعرض علي Sidi Mohamed Kmache استضافتي في بث مباشر دعما لي، ولكني اعتذرت كوني لا أعرف تلك الليلة ما علي قوله من عدم ذلك حول القضية على العام.
ثم اتصل بي الأستاذ المحامي الحر معمر محمد سالم مقترحا أن يبعث لي محاميا من مكتب محاماة لصديق له يوجد بمدينة فرنسية غير بعيدة عن الحدود البلجيكية .
شكرت الجميع على مواقفهم النبيلة وعروض المساعدة الجادة الجدية ، ولكني لست بحاجة لدعم مالي وعلى كل حال فقد تكفل الرئيس بيرام بكل مصاريف القضية مهما كانت منذ الدقائق الأولى .
بعد أيام من تلقي الرسالة، إلتقيت والرفيق جدو عبد الوهاب مع المحامين المنتدبين من الرئيس بيرام، وشرحوا لي المسار والمراحل لهكذا قضايا، وبأنه في البداية ستكون هناك " مرافعات مكتوبة " متبادلة بينهم ومحامي الطرف الآخر، إن لم تسفر عن قبولي بمطالبه أو سحبه لشكايته، فستتم المرافعة أمام المحكمة.
كان يوم الاستدعاء الأول 9 فبراير 2021، لمجرد تحديد موعد لجلسة الإستماع الذي تقرر أن تكون خلال سنة تقريبا ( 2022 ) وحدد التاريخ لاحقا بيوم 9 ديسمبر 2022.
بعد لقائي الأول مع المحامين، تشكل فريق عمل على الملف والرد بالحجج والأدلة على عرائض الطرف الآخر( المرافعات المكتوبة ) وتشكل الفريق مني ومحامي شاب من مكتب المحاماة يدعى Robin ( اتضح بعد حكم المحكمة أن له حظا من إسمه )، والرفيق الشاب Sheikh AgMezid الذي كان له جهد نوعي صنع الفرق في إعداد الردود، والرفيق جدو عبد الوهاب، وزوجتي ربيعه لحريطاني التي تولت تحرير الردود كونها أستاذة للغة الفرنسية، ثم ترسل العريضة للمحامي الذي يؤطرها بالقوانين المناسبة لمضمونها، ومان كل عريضة تأخذ منا ومن الطرف الآخر عدة أشهر وجهدا كبيرا، مراسلات ستدفع للقاضي ليأخذها بعين الإعتبار مع المرافعات الشفوية.
ومن أول يوم وحتى جلسة الإستماع قام محامو كل طرف بعمل جبار ومهني وكنت أنابع مرافعاتهم أمام القاضي بشغف، فقد كانت أول مرة في حياتي أحضر مرافعات.
واليوم - ولآخر يوم في حياتي - كل ما تبقى عالقا في ذهني من فصول هذه القضية، والأهم عندي فيها، هو تلك هبة التضامن العفوية الصادقة النبيلة لمئات الأحرار في الداخل والخارج، هبة حملتني كامل المسؤولية لبذل أقصى جهد لكسب هذه القضية التي أضحت قضية كل الأحرار.
ولن أنسى اتصال وتضامن الصحفي أحمدو الوديعة والهيبه الشيخ سيداتي ، وعدد من الاخوة في الحقل الإعلامي وأدباء وأساتذة وأكادميين أفاضل، اتصلوا معبرين عن التضامن وشجبهم لهكذا محاولة ترهيب ومصادرة لحرية التعبير ونشر الكثير منهم موقفه على حسابه بالفيسبوك .
وهناك الآلاف من الشباب الحر داخل البلد، عبروا في الساعات الأولى عن تضامنهم على صفحاتهم أو عبر تعاليق ، ولهؤلاء أقول : يحرجني جدا ألا أنشر لائحة تتضمن أسماءكم في هذا المنشور ، ولكنها محفورة بقلبي وذاكرتي ما حييت .
وقد حملت الأخت فاطمة الزهراء الحضرامي على عاتقها الرد على المثبطين على مدى أيام، كما أدلت الأخت منت اشريف بدلوها في الأمر
لكل هؤلاء، لكم جميعا أقول :
لتعلموا أن مواقفكم كانت لها بصمتها في هذه القضية بشكل عام حيث وضحتم لمن يهمهم الأمر بأن تربة المجتمع المشوهة العقيمة بفعل معاول النفاق والمتاجرة بالمواقف والمبادئ مازالت بها مربعات خصبة تنبت وتثمر طيبا .
وبشكل خاص ، فإن الدعم الكبير الذي تلقيت منكم منحني طاقة تحفيز واندفاع واهتمام أكثر بالقضية وجعلني أثناء عملي مع فريق العمل على الملف، يرافقني الشعور بأن القضية لم تعد قضيتي لوحدي بل قضيتكم جميعا ، وخسارتي فيها يعني خسارة لكم وتفريطا في دعمكم الذي عبرتم عنه علنا لا سرا، وما سيترتب على ذلك من شماتة وتأثير سلبي على كل موقف نبيل من قضية لاحقا .
لكم جميعا - كل باسمه - أعبر لكم عن كامل الشكر والعرفان بالجميل والود والتقدير لكم ، ولا أجد في كلمات شكر لم يعد لها من طعم لكثرة ما لاكها كل من هب ودب في غير محلها ولغير مستحقها، لا أجد فيها وبها تعبيرا عما أشعر به اتجاهكم على موقفكم النبيل في هذه القضية ، خاصة أولئك الذين لا يشاطرونني الموقف أو الخط السياسي أو الإيديولوجي مجسدين بأن الإختلاف لا يفسد للود قضية، ولا لون لقضية عندهم سوى لون عدالتها ومشروعيتها بغض النظر عن لون صاحبها أو مدرسته السياسية .
أخيرا ....
أقول لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو
لا خصومة أو تصفية حسابات شخصية لدي معك، مثلك مثل رجال أعمال كثر نشرت عنهم أضعاف ما نشرت عنك، مثل سياسيين وجنرالات ومدراء مؤسسات عمومية.
لست حرا ولا كريما إن نشرت عنك - أو غيرك - محاباة لأحد أو طمعا فيه أو خوفا منه، بالمقابل لست حرا ولا كريما إن وصلتني معلومات مؤكدة عن فعل أو قول صدرا منك - أو عن غيرك - يترتب عليهما أو أحدهما ضرر للوطن أو للمواطن.
بالنسبة للكتاب الذي نشرت مرة عن نيتي في تأليفه عنك، تراكمت لدي على مدى السنتين كل المعلومات والوثائق التي تمكنني من تأليفه، ولكن الإعلان عن فكرته كان : أولا من باب التصعيد حتى لا تسحب شكايتك، وثانيا خطة " ب " كنت سأواصل بها التصعيد في حال خسرت القضية، لأني لم أكن لأقبل بالهزيمة وأنا مظلوم.
ولأن باب التصعيد في هذه القضية قد أغلق، والخطة " ب " لم أحتج لها، فقد تخليت عن الفكرة.
#المجد_للأحرار
Comments