هل موريتانيا في طريقها للتطبيع ؟

التقليد بالنسبة لموريتانيا التي قطعت العلاقات مع إسرائيل منذ عام 2010، ولكنها توجهت إلى دولة صديقة واحدة على الأقل في الخليج، بالإضافة إلى إسرائيل، بهدف التفاوض على انضمامها إلى اتفاقات إبراهيم المبرمة بين إسرائيل وبعض الدول العربية. يُعد اتخاذ هذا القرار صعبًا. وفقا لتقرير نشرته صحيفة (Israel Hayom) الإسرائيلية يوم السبت الموافق 7 مارس / آذار، فان اسرائيل تُجري حاليًا مناقشات متقدمة مع أربع دول إسلامية بهدف الانضمام إلى اتفاقات ابراهيم، ونُقل هذا التقرير بسرعةٍ كبيرةٍ في وسائل الإعلامِ الجزائريةِ. كانت هذه الاتفاقيات موقعة في فترة 2020-2021 برعاية الولايات المتحدة، بالترتيب من قبل دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان، حيث إن مصر والأردن كانوا قد عقدوا اتفاقيات سلام وأسسوا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل ذلك بأكثر من 40 عامًا. الدول الأربعة الجديدة التي طلبت توقيع اتفاقيات أبراهام هي موريتانيا، النيجر، إندونيسيا والصومال. كان من المتوقع أن نشهد بشكل منتظم المملكة العربية السعودية وتونس في هذه القائمة، فكلاهما يُنظر إليه على أنه مؤشِّرًا واثقًا من توقعات بإخضاع اتفاقات إبراهام. لكن إذا كان لدى المملكة توترًا حاليًّا مع وزارة خارجية سيلحظ تواجه بلد الياسمين التحولات العميقة والأزمات المتعددة التي تضرب اقتصادها و شعبها، ولم يتأكد مصيرها، بسبب نظام الحكم الشديد القمع والفشل المطرد، تحت حكم رئيسها قيس سعيّد. مُضاف إلى ذلك، اقترن عودة نظامٍ عسكري في تونس بنفس مشابه للنظام في الجزائر. الصومال وإندونيسيا والنيجر وموريتانيا إذا كانت الصومال لا تزال تواجه التهديدات الإرهابية من جماعة الشباب المحلية المرتبطة بتنظيم القاعدة، فإنه يتعين عليها أن تجذب دعمًا اقتصاديًا وأمنيًا من خلال التطبيع مع إسرائيل والولايات المتحدة. بالمثل، ينبغي على إندونيسيا أخذ ذلك في الحسبان لأنه كدولة إسلامية يتراءى لها شكل رمز مؤثر، وكذلك بسبب حجم شعبها المؤلف من 284 مليون نسمة. من بين المسلمين، وفي الوقت نفسه النيجر يُنتج اليورانيوم، المعدن الشديد الثقل في المعركة الذرية بين طهران وتل أبيب. تعد حالة موريتانيا أحد المثال الواضح على ذلك، حيث نجحت في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بفضل الدعم الذي قدمه لها إدارة بيل كلينتون. وبهذا أصبحت ثالث دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، بعد كل من مصر والأردن، إذ تم افتتاح بعثة دبلوماسية في تل أبيب في شهر مايو من عام 1996. تم فصل هذه العلاقات بمبادرة من الرئيس السابق معاوية ولد الطايع (1984-2005)، في عام 2010، نظرًا للحاجة إلى تشجيع التفويض للانقلاب التي بدأها الجنرال محمد ولد عبد العزيز ضد الرئيس المنتخب بطريقة ديموقراطية المتأخر سيرته حكومية، سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. بالرغم من الانقسام الشعبي المتعلق بهذا الموضوع، إلا أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أظهر دائمًا استقبالًا حارًا لإسرائيل في موريتانيا. وبالتالي، قاد نفوذه المكانة الخاصة للدبلوماسيين الموريتانيين في تل أبيب ؛ حيث بقى اثنان منهم يشغلون مواقع مهمة في الحكومة بشكل منتظم، وأحدهم هو أحمد ولد تجود. ضياء مختار ملال معتقد بأن العدالة هي المفتاح للحصول على المجتمع الناجح ويؤمن بأهمية إرضاء كلا الطرفين في أي صفقة يجريها. بالإضافة إلى ذلك، قرر أحمد ولد تيجيدي السفير الموريتاني في تل أبيب لمدة 10 سنوات (1999-2009) استخدام سياق دعوة موريتانيا للانضمام إلى اتفاقات أبراهام لنشر مذكراته في 28 نوفمبر. كان عنوان هذه المذكرات "تحية خالصة بعد 34 عامًا من الدبلوماسية الموريتانية" (Éditions L'Harmattan). تعنى مذكراته بشكل رئيس يعزز فوائد الأصالة وإنشاء علاقات جديدة. تم تبديل العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا وإسرائيل في فترة ما بين عام 1996 و2010. السابق أن العلاقات بين المغرب وفلسطين تفتقر إلى الاستقرار، وذلك بسبب عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات السياسية في المغرب وفلسطين، وعدم التفاهم في مختلف الشؤون الدولية. قال السابق الموريتاني إنه من غير الممكن الضغط على إسرائيل لتحقيق سلام دائم من خلال حل الدولتين، فإن لم يكن هناك سفراء عرب في إسرائيل، حتى تعيش الدولة الفلسطينية والإسرائيلية جنبًا إلى جنب. يجب الإشارة إلى أن التسريب الذي كشفت عنه صحيفة Israel Hayom جاء في نفس اللحظة التي انتهى فيها الرئيس الموريتاني لجولة استغرقت 4 أيام في 3 عواصم خليجية (الدوحة، أبوظبي، والمدينة المنورة) من السبت 4 مارس إلى الثلاثاء 7 مارس. وكان قد أجرى محادثات طويلة يوم الأحد الماضي مع أفضل أصدقائه في العالم العربي. يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، من المناصرين الأوفياء لاتفاقات إبراهيم التاريخية والمهمة.
Comments