منذ نعومة أظافري وأنا محاط بالصحافة الفرنسية. الوالد رحمه الله كان يجلب معه دوما أسبوعية "جن آفريك"، أما خالي فكانت لديه اشتراكات في المجلات الرياضية مثل "فرانس فوتبول" و "أونز مونديال"، وحتى خالتي كانت من قراء "باري ماتش" وما شابه من المجلات المتخصصة في أخبار المشاهير.
في حدود العاشرة من عمري كنت أقلب المجلات ولا أفقه منها شيئا طبعا، لجهلي بالفرنسية. بعد ذلك بدأت أتعلم، خصوصا ابتداء من سن الخامسة عشر، حيث بدأت بمتابعة برامج "7 سير 7" و "آنفويي سبيسيال" في المركز الثقافي الفرنسي.
منذ ذلك الحين لا أتذكر أنني شاهدت برنامجا ولا قرأت مقالا يشيد ببلادنا، اللهم إذا كانت مقالات قصيرة جدا، في بداية حكم المرحوم سيدي ول الشيخ عبد الله، طيب الله ثراه. وهو طبعا استثناء يؤكد القاعدة.
جميع المقالات تتكلم إما عن ظاهرة السمنة (تعالو معا نزور هذا البلد الذي تعتبر فيه السمنة المفرطة معيارا للجمال) أو الطلاق (في هذا البلد كلما كثر طلاق المرأة، كلما ارتفعت أسهمها في السوق. مثلا فلانة تطلقت سبع مرات وتحضر اليوم زواجها الثامن..) وسط الضحك والهرج والمرج.. يظنون أنهم يروجون للسياحة بينها هم يشاركون، طبعا عن غير قصد، في رسم صورة نمطية مهينة لبلادنا.
كذلك مقالات عن أطول قطار في العالم، القطار الذي ينقل الحديد، والشواطئ المليئة بالسمك وغيرها من الخيرات التي نسمع عنها دون أن نرى لها أي أثر..
ثم جاء الانترنت وأصبحت كلما كتبت اسم دولتك على محركات البحث، تمتلأ الصفحة الاولى بمقالات عن العبودية والدولة التي يقوم فيها البيض بإبادة السود..
طبعا هنا لا نتكلم عن المقالات التي يتم دفع ثمنها، وهي عادة أصبحت غالبية الصحافة الورقية في فرنسا تمارسها، نظرا لندرة الوسائل، وإنما عن المقالات التي يكتبها صحفيون يقومون فقط بتغطية المواضيع التي يرونها مهمة.
للمرة الأولى منذ سنوات، أشاهد مقالا يتكلم بإيجابية عن بلادنا، وهو مقال في يومية "ليكيب" الواسعة الانتشار، المتخصصة في الرياضة والتي خصصت مقالا مطولا عن نصرنا ضد الجزائر، وعن تأهلنا لثمن النهائيات.
شكر المرابطون، والقادم أفضل إن شاء الله..
(مقال يومية "ليكيب" في أول تعليق)