"صفقة المهاجرين وصراع الرؤساء: رحلة موريتانيا نحو مستقبل مجهول"
تعيش موريتانيا في هذه الأيام فصلاً جديدًا من التوترات السياسية، حيث تتجاذب القوى السياسية ويتبارز الرئيسان محمد ولد مولود وبيرام الداه أعبيد في مشهد سياسي متشنج.
في هذا السياق، تظهر مؤشرات تكشف عن وجود خطة مدروسة من قبل جهاز المخابرات لإشعال هذه التوترات، وذلك بهدف تحويل انتباه الشارع والرأي العام عن القضية الرئيسية: صفقة المهاجرين.
صفقة المهاجرين، المقرر توقيعها خلال أسبوعين، تمثل قضية حيوية تتجاوز حدود الوطن، ويتوقع أن تلقي بأثر جذري على هوية موريتانيا خلال السنوات الخمس المقبلة..
ستفتح أبواب الأمل للمهاجرين الذين يفرون من الحروب والجرائم والمجاعات، لتجدد وجه البلاد وتحولها إلى مأوى للنازحين من جميع أنحاء العالم.
يبدو أن صراع الرؤساء يأتي كجزء من استراتيجية محكمة، حيث يتناول الهدف تحويل انتباه الجمهور عن التحولات الكبيرة المتوقعة نتيجة لصفقة المهاجرين.
يشكل هذا الصراع غطاءًا للأحداث الرئيسية، ويشتغل على شغل الرأي العام بمزيد من التفاصيل السياسية المشوقة.
تبذل المخابرات جهدًا كبيرًا في تحقيق أهدافها، حيث يُشتبه في استخدامها للتوترات السياسية لتشتيت انتباه الرأي العام بعيدًا عن قضية المهاجرين.
يظهر استخدام التوترات المفتعلة للصراعات الداخلية كوسيلة لإلهاء المجتمع عن القضايا الجوهرية التي تؤثر على مستقبل البلاد.
تحمل صفقة المهاجرين تحديات هائلة للموريتانيين، وتتطلب منهم فحصًا دقيقًا لتداعياتها... يجب على المجتمع التفاعل بشكل فعّال مع هذه القضية المحورية، والتأكد من عدم تأثر الهوية التقليدية للبلاد بشكل سلبي.
ينبغي أن يسلط الضوء على كيفية التعامل مع التحولات الكبيرة المحتملة وضمان حماية حقوق الموريتانيين.
في الختام، تظل صفقة المهاجرين محورًا حيويًا في المشهد السياسي الموريتاني، ولكن ينبغي على الجمهور أن يكون على دراية بالتلاعب السياسي والمخابراتي الذي يُستخدم لتشويش انتباههم.
التوقيع النهائي على الصفقة يستدعي فحصًا دقيقًا ووعيًا تامًا بتأثيراتها، والاستعداد لتلك التحولات الضخمة التي قد تُعيد تشكيل هوية موريتانيا وتوجهها المستقبلي.
نتمنى على الساسة الوطنيين والمثقفين الأحرار والكتَّاب وقادة المجتمع المدني الدخول في هذه المعركة والضغط من أجل عدم توقيع اتفاقية قد تشكل تهديدًا للأمن القومي والهوية الوطنية لبلادنا، وحمايتها من أن تُصبح مكانًا لتجمع نازحي العالم.
-سيدي عثمان محمد صيكه