موريتانيا و إسرا2يل: لماذا لا يعود التطبيع… ولماذا لا يُدفن؟

في كواليس قمة واشنطن التي جمعت الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخمسة قادة أفارقة آخرين، سرت تسريبات عن محاولة ترتيب لقاء غير رسمي بين الغزواني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضمن خطة أمريكية جديدة لإعادة إحياء قطار التطبيع في إفريقيا.
لكن لا صورة نُشرت، ولا بيان صدر، ولا تصريح أُدلي به من أي طرف رسمي. فهل كان اللقاء مجرد إشاعة؟ أم أن شيئًا ما حدث… ثم تم دفنه بهدوء؟


المعلومات القادمة من الصحافة الأمريكية (مثل Semafor وAxios) تُشير بوضوح إلى أن إدارة ترامب حاولت تنظيم لقاء تطبيعي بين الغزواني ونتنياهو، تمامًا كما فعلت سابقًا مع السودان والمغرب في عهد ترامب الأول.
مصدر في الخارجية الأمريكية قال حرفيًا:
“موريتانيا على الرادار… ولم تغلق الباب.”
لكن الجانب الموريتاني – حسب أكثر من مصدر دبلوماسي – تحفظ على الخطوة، وفضّل عدم خوض مغامرة التطبيع حاليًا.





كل ذلك يدفعنا إلى نتيجة شبه مؤكدة: اللقاء لم يحدث، رغم أنه كان مطروحًا.


لأن موريتانيا – منذ 2009 – لم تقطع علاقتها مع إسرا2يل في مجلس الأمن، ولا في القنوات السرية.
ولأن كل الأنظمة الموريتانية منذ ذلك الحين (من ولد عبد العزيز إلى الغزواني) حافظت على هامش مناورة مفتوح مع الغرب، يسمح بإعادة التطبيع إذا توفرت الظروف.
هذا يُسمى: السياسة الصامتة.


الرئيس الغزواني، بعقليته الأمنية وخلفيته البراغماتية، يدرك أن التطبيع قد يفتح أبوابًا اقتصادية وأمنية جديدة، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والمياه والزراعة.
لكنه أيضًا يعلم:
• أن الشارع الموريتاني (القومي، والإسلامي، وحتى اليساري) لا يتحمل تطبيعًا مجانيًا.
• وأن أي خطوة تطبيعية الآن قد تُحوّل ملف إسرا2يل إلى سلاح انتخابي ضده.
لذلك، الغزواني – بوضوح – يُفضّل التأجيل الذكي.


موريتانيا تقف جيوسياسيًا في منطقة رمادية:
• السعودية (حليفة رئيسية) تتحرّك نحو التطبيع التدريجي.
• الجزائر (جار شرس) ترفض التطبيع بشدة.
ووسط هذا التناقض، تعتمد موريتانيا استراتيجية:
“الصمت الإيجابي”… أي لا تطبيع معلن، ولا عداء مفتوح.


المحور الواقع الحالي
التطبيع الرسمي غير موجود
القنوات الخلفية لم تُغلق
اللقاء مع نتنياهو لم يحدث… لكنه طُرح
موقف الغزواني براغماتي يؤجل التطبيع لتجنب الغضب الشعبي
موقف الشعب رافض… وصاخب في حال الإعلان الرسمي


التطبيع مع إسرا2يل في موريتانيا ليس قضية مبدئية فقط، بل توازن بين الداخل والخارج.
الغزواني لا يريد إعلان قطيعة… لكنه لا يريد إعلان علاقة أيضًا.
والولايات المتحدة تعرف ذلك… وتنتظر اللحظة المناسبة.
أما موريتانيا، فهي ببساطة تقول للعالم:
“لسنا ضد أحد… لكن لا تفرضوا علينا التوقيت.”

#موريتانيا
#mauritania #